الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
في قراءته من جماعة من الكبار ولم يجر مثل ذلك للحضرمي أبدا حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها ولا عرفوها فأنكروها- ومن جهل شيئا عاداه- قالوا: لم تتصل بنا متواترة.قلنا: اتصلت بخلق كثير متواترة وليس من شرط التواتر أن يصل إلى الأمة فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء أو أفادتهم ظنا فقط وعند النحاة مسائل قطعية وكذلك اللغويون وليس من جهل علما حجة على من علمه وإنما يقال للجاهل: تعلم وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم لا يقال للعالم: اجهل ما تعلم رزقنا الله وإياكم الإنصاف فكثير من القراءات تدعون تواترها وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد؛ لكونها تلقيت بالقبول فأفادت العلم وهذا واقع في حروف كثيرة وقراءات عديدة ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس (1) أما القرآن العظيم- سوره وآياته- فمتواتر- ولله الحمد- محفوظ من الله-تعالى- لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة ولو فعل ذلك أحد عمدا لانسلخ من الدين.قال الله-تعالى-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له__________(1) جاء في كتاب " المدخل " ص 196 لعبد القادر بدران بتحقيق الدكتور عبد الله بن التركي ما نصه: القراءات السبع متواترة وهو المشهور وقال ابن الحاجب: هي متواترة فيما ليس من قبيل المد والامالة وتخفيف الهمزة ونحوها وهذا خلاف المشهور.وذهب الطوفي إلى أن القراءات متواترة عن الأئمة السبعة أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأئمة السبعة فهو محل نظر فإن أسانيد الأئمة السبعة بهده القراءات السبعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم موجودة في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد لم تستكمل شروط التواتر قال: وأبلغ من هذا أنها لم تتواتر بين الصحابة.قال: واعلم أن بعض من لا تحقيق عنده ينفر من القول بعدم تواتر القراءات ظنا منه أن ذلك يستلزم عدم تواتر القرآن وليس ذلك بلازم لأنه فرق بين ماهية القرآن والقراءات والإجماع على تواتر القرآن.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 171 - مجلد رقم: 10
|